من سبعطاش ديسمبر إلى سفّاح مصر ... بقلم نصرالدين السويلمي
السلام على من اتبع الهدى
امّا بعد.....
يلكلك زعيم الانقلاب التونسي قيس سعيّد انقلابه، يمكمك البيان رقم واحد، يطوف بمدخل المؤامرة كما تطوف الضباع بالجيف، يستعمل شحنة القاهرة للمرور إلى السرعة القصوى، يعمل الأحمق الهائج على تنزيل توصيات السيسي بشكل عشوائي مشوّش وهجين، لا يراعي التربة ولا يضع في حسبانه مناخات تونس المدنيّة البعيدة كلّ البعد عن مصر العسكريّة، يتقيأ مبعوث المشير تفاصيل انقلاب ركيكة ستيناتيّة سبعيناتيّة في وجه ثورة أقسمت على البقاء وأقسمت أنّه لخصومها الفناء.. تمضي كعبة البطاطة الخامرة التي حدفها علينا مشير الدم، تمضي في أحلامها النتنة وتحدّث نفسها الأمّارة بالسوء والسوءة والسيئات والسيء والمسيء والإساءة، تحدّث نفسها الخائنة بأنّه يمكن لهذا الوطن بثورته وعزّته وانتقاله وتاريخه وديمقراطيّته أن يتحوّل إلى بيت خلاء يقضي فيه المجنون حاجته!!!
يبيّض الأحمق الانقلاب ويضحك في وجه عسكر المجازر ويؤدّي التحيّة إلى القتلة ويلتقط الصور التذكاريّة مع علم الاحتلال ويتفاخر بصداقة وأخوّة ومحبّة الإجرام الذي يخنق غزّة ويمنع عن المقاومة الهواء والدواء، ثمّ يشبع بالفول حتى ينتفخ وحين يأتي يكشّر في وجه الوطن ويطلق عليه غازاته السامّة!!! يستفرغ الأرعن كلّ ما في لغلوغه من ضحك، يبذّر ويسرف في القهقهة هناك في بلاد الأشلاء والدماء، حتى إذا وضع أقدامه في أرض الوطن عادت تتلبّسه جنيّة القبح والتكشير والغضب والمؤامرات.
قال له المشير اذهب واقتحم وضعهم أمام الأمر الواقع، اذهب اليهم تدعمك أرواح الفراعنة، عندما تقضم أنت أقدام الدولة سيتراجعون خوفا على بقيّة الدولة وحين تلهف أطرافها سيتراجعون خوفا على رأسها، وحين تستلّ رأسها سيتراجعون خوفا على أمعاء الدولة، حينها ابقر وانهش الأحشاء هكذا تكون قد أنهيت العمليّة بسرعة كما أنهيناها هنا بعمليّة رابعة! هكذا يستمع السفّاح المتربّص إلى السفّاح الوالغ المتجذّر في الدم.
أيّها المبني للمجهول، أيّها حرف العلّة، أيّها الظرف خارج الزمان والمكان، لقد أنعم الله عليك واعتليت أعلى منصّة سياسيّة في بلاد الثورة، لكنك أستبدلت الذي هو أدنى بالذي هو خير ، وارتضيت الخزي والذلّ لمّا تحوّلت إلى معول لنظام الثورات المضادّة، أرسلك الدعي لتنفث سمومه فينا، فاعتليت أعلى منصّة دعويّة في البلاد ومنها أطلقت صفّارة البداية لنهاية ثورة رائدة!!! أيّها الأحمق لقد أطلقت صفّارة نهايتك الحتميّة، وإنّنا لنرى موضعك رأي العين، هناك في غرفة منزوية في مستشفى الرازي.
يا أنت! يا أيّها الذي تغرّد خارج السرب وتنقّع خارج الصحن وتفكّر من خارج العقل وتطمح من خارج الطموح وتحلم من خارج الحلم، يــا أيّها الضاحك عندهم العابس عندنا، الوفي لهم الخائن لنا، السامع لهم المعرض عنا.. يا أنت! هذا حرس وطني وليس حشد شعبي، هذه شرطة تونسيّة وليست لواء فاطميّين، هذه ديوانة تونسيّة وليست ميليشيات جنجاويد! هذه ثورة الحرية والكرامة وليست جريمة 3 يوليو، هذا جيش تونس وليس جيش مصر.. هذه بلاد الدغباجي وبن غذاهم، بلاد النضال والمناضل، لن يعتليها، لن يركبها، لن يمتطيها النذل ويطوّعها لعسكر الدم وسيسي الجماجم! ملعونون أولئك الذين يراودون البغايا لصالح حريف ثري، فكيف بالذي يراود تونس لصالح مشير بغي.
أيّها الصفر.. يسرّنا أن نقول لك بأنّ بيانك رقم صفر وليس رقم واحد! عد مرّة أخرى إلى سيّدك في القاهرة، هذه المرّة دعك من الفول، دعه يشحنك ببضاعة أنجع، وقل لمشيرك: إنه بسم الله الرحمن الرحيم وانه من ثورة سبعطاش ديسمبر إلى سفّاح مصر، ثم وبعد السلام على من اتبع الهدى، أيّها الدعي، في المرّة القادمة أخرج إلينا نظرائنا.. في المرّة القادمة إبعث راجل.
نصرالدّين السويلمي
ليست هناك تعليقات