لقد اقتحم عبو الحلبة الخطأ..! نصرالدين السويلمي

 

يتنقل الرجل العبوي بلا هوادة.. يقفز من قارب الى قارب لا يهجع! يبحث عن دور صاخب بلا مجهودات، يبحث عن قفزة أكبر من فمه ولقمة أكبر من خطوته! يهجر قارب الترويكا، يلتحق بقارب التيار ثم يهجره، يصنع توأمة مع الفخفاخ ثم يقاطعه، يطرق بوابة القصر يغازل قيس يلوح له ، يتفطن ان غرور الرئيس أكبر بكثير من الاشارات العباوية العبثية.. يدخل في شهر عسل من طرف واحد مع العسكر.. ينخرط في نوبة حب غير عذري مع الدبابات.. تتجاهله الثكنات، تُدخل دبابتها بعد الغروب، ثم توصد ابوابها وشبابيكها وتنام لتتركه في العراء..

يعيش عبو حالة انفصام، فروحه انقسمت الى شطرين، تشكلت من لهفة الشابي للمناصب، ومن عجلة مرزوق نحو المناصب، تحول إلى محمد عبو مرزوق أو محمد نجيب عبو.. أتى على كل المحاور.. طرق كل الابواب.. ضاقت عليه الأرض بما رحبت.. وبعد اتهامها بالتطرف والأسلمة والارهاب والجهاد والانغلاق والسلفية والاخونة  والرجعية.. عاد عبو واتهم النهضة بالتسبب في نشر الالحاد! قريبا سيقول بأن النهضة هي الالحاد نفسه وانها حركة دهرية، وأن شعارها "إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين".

حرق المراحل آفة التهمت الأطنان من الاحلام التي كان يمكن ان تكون واقعية، كما أن ترك الانداد وعناد الكبار  مقبرة الاحلام المستعجلة.. ماي 1966 ولد الرجل العباوي، حين كانت جدته تشد الڨماطة بحكمة على الرضيع الجديد، كان الرجل  الحامي قد انهى قصته مع القومية العربية وشرع في رحلته مع الحركة الاسلامية، حين نزلت أولى قطرات الحليب الى جوف الرضيع العباوي، كان الرجل الخريجي  قد حسم أمره في علاقة الحضارة بالإسلام وانحاز الى رؤية مالك بن نبي على حساب رؤية سيد قطب.... لقد دخل عبو الى الحلبة الخطأ، بالكاد يتدرج من الديك إلى الريشة، وعوض التاني والتدرج القى بجسمه النحيل في حلبة الاوزان الثقيلة.. تأبى طبيعة الاجسام وجغرافيا النزال ذلك! تأبى بشدة.  

✏ نصرالدين السويلمي