الأجندة القذرة !!!!! بقلم : نصرالدين السويلمي
اليوم وبعد أن خرج الدبيبة ووجه كلامه مباشرة الى الدولة التونسية بمعنى الى زعيم الانقلاب، انتهى الأمر الذي سبق وتحدثنا عنه بالتفصيل وبينا ان اعلام الانقلابات هو لسانها، ولا يمكن لاي وسيلة اعلام تابعة للانقلاب ان تقول كلمة في دولة اخرى الا بتزكية وتوجيه من صاحب الانقلاب نفسه.
السؤال الآن لماذا يسعى سعيد الى تدمير العلاقة مع ليبيا، ولماذا كل هذا الاصرار؟! خاصة اذا علمنا انه وخلال الأشهر الستة الأولى من السنة الجارية بلغت الصادرات التونسية الى ليبيا 226.2 مليون دولار مقابل واردات تقدر بـ 41.1 مليون دولار، وهذا يعني ان الميزان التجاري لصالح تونس بفوارق كبيرة، وحتى هذه الأرقام لا تعكس حقيقة المبادلات، نتيجة تأثير كورونا على حركة التجارة، والا فان الصادرات التونسية الى ليبيا خلال الأشهر التسعة الأولى من 2019 "قبل كورونا"بلغت 1.122 مليار دينار "415.5 مليون دولار". هذا دون ذكر اليد العاملة التونسية والاستثمارات القياسية الليبية التي تدفقت إلى تونس منذ الثورة والشراكة الاخيرة الموعودة بين رجال الاعمال في البلدين. الى جانب التجارة الموازية التي يعيش عليها عشرات الآلاف من أبناء الجنوب التونسي، دون نسيان المحروقات من ليبيا والجزائر التي توفر على الدولة الكثير من العملة الصعبة. التي كانت تدفعها في شراء المحروقات عبر مسالكها الرسمية.
إذًا لماذا يسعى سعيد الى تخريب كل هذه الارباح وقبلها كل تلك العلاقات والأرحام والدماء البينية؟!
ليس لسعيد أن يختار حين يقبل صفقة كاملة يصعب عليه ادخال استثناءات، الأجندة القذرة لا تحتمل التجزئة، والصفقة تقتضي ان يساعد انطلاقا من تونس في خنق الشرعية في طرابلس تمهيدا لإسقاطها لصالح المتمرد خليفة حفتر، والامارات اقنعت سعيد ان تثبيت انقلابه لن يتم الا بسيطرة حفتر على طرابلس، وان كل الخسائر التي ستتحملها تونس نتيجة مشاركة انقلاب 25 جويلية في حصار طرابلس وهرسلة سلطتها الشرعية ستتكفل به خزية الثورة المضادة في ابو ظبي بدعم من الرياض. ويدرك سعيد الذي يرغب في حل الاحزاب ولا يلقى التعاون من الجزائر، أن تجربة اللجان ستتبخر إذا ما تمت الانتخابات الليبية وانتعشت الحياة الحزبية وبالتالي الانتقال الذي تراقبه الأمم المتحدة وتسعى إلى رعايته. وتقضي الخطة الاماراتية بالقضاء على التجربة الديمقراطية في ليبيا لإنقاذ الانقلاب المترنح في تونس.
ليست هناك تعليقات