على هامش العودة.. بقلم ألاستاذ نصرالدين السويلمي

 

عودة الدايمي لا يجب أن تفتح الباب لعودة التجاذبات المقززة بين أنصار هذا المترشح وذاك مثلما وقع قبل أسابيع.
كل من يتعصب لمترشح ويشرع في الغمز واللمز بل في تشويه غيره يعتبر عالة على معركة إعادة الانتقال إلى السكة.
كل التراتيب الجدية تبدأ بعد القرار النهائي للهيئة، حينها سنكون أمام مهمة تعرية جهاز بوعسكر المتذيل إذا نكص وتجاوز قرارات المحكمة الإدارية أو عبث بها، أو اننا سنشرع في بناء تصور معقول يخدم الثورة والتجربة بوطنية وذكاء وتجرد، بعيدا عن صراع الديكة والعواطف الهوجاء والانحيازات الطفولية الغريزية الفاقدة لسند العقل والتدبر. 
كل الذين يفكرون بعقلية الزعيم المخلص والمترشح الذي سيحلق بتونس ويقود نهضتها وتتدافع خلفه الجماهير تهرف باسمه،  ليسوا غير نسخة مشوهة من احزمة انقلاب 25 وزقافنته.
أن المهمة الاستراتيجية الوطنية الأخلاقية للمترشح الذي يستحق انحيازاتنا هي إعادة ترميم المشهد السياسي ومساعدته على إطلاق التجربة من جديد، بنفس وطني تشاركي يقرر فيه الشركاء نهاية مرحلة العصا في العجلة وتكسير العظم والتوجه لتثبيت تونس كرائدة لثورات الربيع العربية وفاتحة للديمقراطيات العربية التي ستتدفق تباعا بعد تحصين تجربتنا من الانتكاسات.
إن حلم الثورات المضادة وأنصارها معلق في نياشين الجنرال أو المشير او اللواء او العقيد او الفرد المتأله، أما حلم الثورات العربية والحرية ودولة المؤسسات فتحكمه ساحة وطنية تقرر جل مكوناتها مغادرة زريبة العبودية والذهاب إلى حقول الحرية.   
نصرالدين السويلمي


ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.