تقرير: غزة “مصطلح محرم” في مؤتمر الحزب الديمقراطي

 

اعتبر مقال تحليلي نشرته صحيفة “فايننشال تايمز”، أن كلمة غزة تحولت خلال المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي المنعقد بشيكاغو، إلى موضوع أو مصطلح محرم، يتفادى الجميع الحديث عنه علنا، بما في ذلك نائبة الرئيس والمرشحة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس، التي اختارت طوال أشغال المؤتمر التزام الصمت.
وقال الصحفي داورد لوس في مقاله، إن غزة هي “الكلمة التي لم يتجرأ الديمقراطيون على النطق بها في مؤتمرهم العام”، مشيرا إلى أن اختيار الصمت يهدف إلى “خدمة حملة كامالا هاريس الانتخابية، تجاه قضية تسببت في انقسامات داخلية وأضرَّت بصورة الولايات المتحدة على المستوى العالمي”.
 وأضاف لوس: “لو كان هناك موضوع محرم في شيكاغو، فسيكون غزة، لا تذكر الحرب”.
ولفت المقال إلى أن الصمت كان خيار كامالا هاريس “الأفضل لها”، وباعتبارها نائبة للرئيس فلا تستطيع مناقضة بايدن بشكل علني.
وحسب “فايننشال تايمز”، فإن اتخاذ هاريس موقفا واضحا من الحرب على غزة، سيكلّفها خسارة مزدوجة للدعم والأصوات، فالتمسك بالموقف الراهن الذي يغلفه الانحياز الكامل من جانب إدارة بايدن، سيؤدي إلى تنفير التقدميين المعارضين للحرب، بمن فيهم 100 ألف ناخب اختاروا عدم التصويت لبايدن لإجباره على التنحي.
 كما تعتمد حظوظ هاريس للوصول إلى البيت الأبيض على آلاف من الأصوات من الناخبين اليهود وجماعات الضغط المؤيدة للاحتلال، خاصة في بعض الولايات المتأرجحة على غرار ميشيغان.
 لكن التهديد باستخدام ورقة النفوذ الأمريكي ضد بنيامين نتنياهو، قد يكلفها خسارة أصوات الناخبين اليهود الأمريكيين، والذين ما يزال الكثير منهم متحفظا على عدم ترشيح حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، لمنصب نائب الرئيس.
ويضيف المقال: إذا كانت هاريس محظوظة، فإنها ستتمكن من تجاوز الأسابيع العشرة المقبلة قبل الانتخابات دون حرب واسعة في الشرق الأوسط، ولو استطاعت هزيمة ترامب في نوفمبر المقبل، فعندها سنعرف ما هي خطتها، وما تفكّر به، فقد عبّرت أكثر من مرة عن انزعاجها، من الخسائر البشرية الكبيرة في غزة.
 في المقابل تستطيع المرشحة الديمقراطية الحديث عن مسألة واحدة، وهي مصير الفلسطينيين لو فاز ترامب، فهو ليس مهتما بمأزقهم، ولن يكون عندها السيناريو المقبل غامضا، خاصة للناشطين الأمريكيين المتضامنين مع فلسطين، في بلد تعتبر فيه معاداة السامية تهمة خطيرة مثل أمريكا.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.