غزة .. من تحت الركام تحيا....بقلم أحلام رحومة
هناك في تلك الربوع المدمرة نشهد كتابة تاريخ جديد .تاريخ كله كرامات من الله تاريخ كله أساطير سنحكيها ويتناقلها الأجيال .إنّ ما أقدمت عليه حماس من عمليات تسليم وتبادل بعثت رسالات كثيرة للعدّو وللغرب الداعم له و للعرب المتخاذلين .
رسالة التهجير مرفوض رفضا قاطعا ولن تصلوا لمبتغاكم .خيب الله مسعاكم .رسالة للعدو أنه ما اخذ بالقوة لا يسترد إلاّ بالقوة .ومشروع المقاومة هو الذي سينتصر وسيحقق التحرير لقد أثخنت العدو في مقتل .حيث الإستعراضات التي قدمتها حماس خلال محطات تسليم الأسرى الإسرائليين أكدت تجذرها في هذه الأرض وفي روح هذا الشعب ،ولعلّ المشاهد والصور تتحدث عن ذلك وغنية عن الوصف .لقد نسفت حماس رواية الإعلام العبري ومن قبله تصريحات النتن ياهو وقادة الكيان الغاصب القائلة بتدمير حماس ،القضاء على حماس،تدمير القدرة العسكرية والبشرية لحماس .لقد فاجأت العالم ولازال لم يستفق من هول الصدمة وسقطت مقولة "حماس لن تحكم غزة في اليوم التالي ." فهاهي حماس متلربعة على عرش غزة ،بل متربعة على عرش الأمة.
أمّا العرب الصهاينة المتخاذلين فويلهم أوّلا من عقاب الله لهم فحسابهم عنده عسير . لقد تواطؤوا بكل صفاقة ضد المقاومة وضد شعب غزة .لأن المقاومة جزء لا يتجزأ من هذا الشعب العظيم .حيث هناك من يجهر وأجهر بعدائه لحماس وطلب من العدو ومن خلفه أمريكا والعالم سحق حماس والقضاء عليها حتى لو كلف الأمر إبادة أهلنا في غزة .لقد صادقوا مع العدو على إجتثاث المقاومة مهما كلف الأمر ،بل جندوا الأموال والمعدات ومجالهم البحر والبري والجوي الخاص بهم لذلك .وهذا بتأكيد من قادة العدو.لكن خيّب الله مسعاهم ورجعوا أذلاء منكسرين،خاصة مع صور ومشاهد التسليم التي أكدت إنتصار نهج المقاومة.وأنه السبيل الوحيد لتحرير الأقصى .وأنّ مشاريع وأد القضية الفلسطينية فشلت الآن وستفشل مستقبلا.لأنه لازال في الأمة أحرار وحرائر وثوار لن يسمحوا بوأد القضية الفلسطينية وإنهائها إلى الأبد.
إن تاريخ السابع من اكتوبر كان محطة مفصلية في القضية الفلسطينية حيث أتى هذا الطوفان ليفشل كل المخططات ويكسر شوكة الغزاة والطغاة .ولينسف مشاريع مبيتة لهذه الأمة وفي غفلة من شعوبها المضطهدة والمغلوبة على أمرها. فطوفان الأقصى هو ذوفان كشف لنا أن هذه المة رغم تفقيرها وتجويعها وخنقها مؤمنة بأن التغيير آت لا ريب فيه وهاهو طوفان الأقصى يجيب عن تسأؤلاتهم وطموحاتهم في التغيير والتحول داخل أوطانهم وبلدانهم.
إن ما اقدم عليه الشهيدين يحيى السنوار وأبوخالد محمد الضيف هو صفعة مدوية لكل محتل ومساند له .ومتخاذل تجاه القضية الفلسطينية وشعبها الحر ليس الشعب أو المكون العميل الذي ينسق مع الإحتلال ضد شعبه وضد مبادئه وثوابته.
بقلم أحلام رحومة
ليست هناك تعليقات