زليخة وفرنسا.. واحدة من أغرب أحكام الإعدام


 في مثل هذا اليوم 25 أكتوبر من العام 1957 تم إعدام المناضلة الجزائرية يمينة الشايب المعروفة بـ زليخة عدي، رميا من طائرة هليكوبتر.

نشأت زليخة في عائلة مناضلة وميسورة.. حدث المنعرج بعد أن قام جيش الاستعمار بإعدام زوجها وابنها. حينها قررت ان تتفرغ إلى محاربة فرنسا وتهب حياتها لذلك.

عملت زليخة على ثلاث جبهات، جبهة التجنيد وجبهة التمريض والجبهة المالية "جمع التبرعات" ثم ختمت هذا الزخم الكبير بالجبهة التنظيمية ثم العسكرية.

وفي وقت قياسي أصبحت القيادية الأولى لجبهة التحرير في منطقة شرشال، بعد ارتقاء قائد المنطقة أبو القاسم العلوي، ومولت المجاهدين من أموال زوجها.. كما وضعت في وقت مبكر على قائمة المطلوبين لمصالح الاستعمار.

بعد مشاركة زليخة في معارك عديدة، نصب لها الجيش الفرنسي كمينًا في وادي حيزر حيث تم اعتقالها في 15 أكتوبر1957 وتم عرضها للسكان مربوطة بمركبة مصفحة، ثم قاموا بجرها وسط طرقات القرى المجاورة، لبث الرعب في باقي المواطنين.. فيما كانت زليخة تصد هذا الترهيب بصراخها تحرض الحشود: "يا الخاوة أطلعوا للجبل أطلعوا للجبل".

إثر سلسلة من دورات التعذيب دامت لعشرة أيام، وبعد ان حكموا عليها بالإعدام، سلمتها المخابرات الفرنسية إلى سلاح الجو الفرنسي لتنفيذ الحكم، فقام برميها من مروحية "هليكوبتر".

لم يتم العثور على جثة زليخة في حينها.. لكن وبعد 27 عاما من إعدامها، وفي العام 1984 وخلال تبادل الحوار مع أحد الفلاحين المسنين، ذكر أنه في العام 1957 وجد بالصدفة امرأة ميتة ومهشمة، فحملها إلى مكان معين ودفنها، وبعد أن علم الناس قاموا بالحفر ووجدوا بقايا عظامها و بقايا ثوبها الذي أعدمت فيه، وبالفحص تبين أن الرفاة تعود إلى يمينة الشايب المعروفة بـ زليخة عدي.

رحمها الله.

نصرالدين السويلمي


ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.