"مع أحلام " مع الأستاذ محمد أمين الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ورئيس تحرير "منصة عرب لندن"

"مع
أحلام " يبقى في فلسطين أين الأحداث متتالية مع الأستاذ محمد أمين الكاتب
والمحلل السياسي الفلسطيني ورئيس تحرير "منصة عرب لندن" في حوار واسع
حول المشهد في المنطقة :
س1: أستاذ محمد لو
تجمل لنا المشهد في "غزة" على المستوى الإنساني خصيصا فتح المعابر ودخول
المساعدات الإنسانية؟
المعابر مازالت مغلقة وبالذات معبر رفح رغم أن
اتفاق وقف اطلاق النار ينص على فتح معبر رفح وكافة المعابر إلا أن الاحتلال يواصل
المماطلة، ويرفض الالتزام بالاتفاق، ويعمل على تشديد الحصار وهندسة التجويع ومنع
إمكانية إعادة الإعمار لأن هدفه جعل فاتورة البقاء في قطاع غزة باهظة والدفع نحو
التهجير، لا يدخل لغزة 10 ٪ مما تحتاجه كما أن هناك قرابة ٢٠ الف مريض ينتظرون
الإجلاء للعلاج في الخارج، وصنفت غزة كأثر منطقة فيها أطفال مبتوري الأطراف والحرب
مستمرة تحت عنوان " وقف الحرب" !!.
س2: لقد خرق الإحتلال
الهدنة ووقف إطلاق النار أكثر من مرة ومستمر ،فكيف تقيمون أداء الوسطاء؟وماذا يعاب
عليهم؟
الحقيقة دور الوسطاء ضعيف وعليهم مسؤوليات
كبرى كضامنين للاتفاق وأشقاء وإخوة عرب ، فالاحتلال خرق الاتفاق قرابة ٧٠٠ مرة،
ويواصل العدوان ويسعى ل " لبننة غزة" أي فرض واقع شبيه بلبنان حيث رغم
توقيع الاتفاق في نوفمبر ٢٠٢٤ فإنه يخرقه يوميا منذ ذلك الوقت . اتفاق شرم الشيخ تم كذلك برعاية
دولية، وبالتالي إضافة للوسطاء مطلوب من كل من حضر اجتماع شرم الشيخ أن يضغط
لتطبيقه، لكن تظل المسؤولية على الوسطاء العرب الذين ضغطوا للوصول للاتفاق، فنحن
لا نعتبر أمريكا وسيطا بل طرفا مشاركا في الإبادة ومنحازا لإسرائيل، وعلى تركيا
وقطر ومصر الضغط عليها من أجل لجم الاحتلال ووقف خروقاته وانهاء الحصار، وهم
يملكون أوراق كثيرة فترامب لا يمكنه خسارة حلفائه إذا ما شعر بضغط حقيقي.
س3 : المرحلة أصبحت
حرجة على أهلنا في "غزة " رغم صمودهم وثباتهم ،ما هو السبيل للجم هذا
الكيان وإيقاف اعتداءاته المستمرة ؟
السبيل هو عودة الروح للشوارع العربية والنزول
بقوة للمطالبة بإلغاء معاهدات التطبيع، والضغط على الحكومات العربية لاتخاذ
إجراءات حقيقية منها: إلغاء معاهدات التطبيع، وإرسال رسالة لأمريكا مفادها أن
مصالحها في المنطقة على المحك إذا لم تقم بلجم إسرائيل ووقف عدوانها، كما أننا
نحتاج للعودة بقوة لحركة التضامن العالمية في الغرب والتي كان لها أبرز الأثر في
الاتفاق الأخير، والمقاطعة الدولية الشاملة والحث على قطع علاقات الدول الأوروبية
مع الاحتلال وعزله، كما تم التعامل مع نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. مطلوب
من مصر فتح المعبر وتحدي إجراءات الاحتلال وعلى الدول العربية وجامعة الدول
العربية دعمها في ذلك وأخذ موقف جماعي واضح يترجم لخطط عمل وليس خطابات ، ومن العار
أن ترتفع نسبة التبادل التجاري لبعض الدول العربية المطبعة مع الاحتلال عوضا عن
مقاطعته، ومن العار أن تبقى السفارات الإسرائيلية مفتوحة عقب عامين على الإبادة،
ومن العار أن تصل بضائع لإسرائيل عبر دول عربية فيما يحكم الحصار على أهلنا في
غزة، من العار أن تمد أمريكا تل أبيب بجسور من السلاح والعتاد والدعم ويعجز العرب
عن إدخال قارورة حليب أو علبه دواء لأشقاهم، من العار أن يصبح التظاهر من أجل
فلسطين جريمة في بعض الدول العربية، وأن يعتقل من يرفع علم فلسطين.
س4 :بالنظر للمواقف
الأمريكية المتذبذبة كيف تقرؤون القرار الأمريكي حول تصنيف الإخوان المسلمين
وتأثيره على حركة حماس باعتبارها وحسب العديد فرع من جماعة الإخوان المسلمين؟
هذا القرار لا يستهدف حماس وإنما يستهدف كل
أنصار فلسطين، وهو امتثال لطلب إسرائيل وبعض الدول العربية للأسف التي تتماهى أو
تتحالف معها، هذا القرار لا يستهدف الإخوان المسلمين إنما يرمي لتجريم وملاحقة كل
أنصار فلسطين، فقد هزت أمريكا والغرب الحراكات الكبرى فيها وفاجأتهم تلك التظاهرات
الكبرى في الغرب من جهة والتي أحرجتهم أمام شعوبهم وتسببت في أن يجن جنون الكيان
وأنصاره ولذلك يريدون وصمها بأوصاف مختلفة من أجل التمهيد لحظرها، ومن جهة أخرى
يريدون تقييد وتجريم المظاهرات والحراك والدعم بكل أشكاله الذي تقدمه الجماهير
العربية في الدول المشمولة وهي دول الطوق المحيطة بفلسطين المحتلة. بعض الدول
العربية للأسف ترى أنها تتقاطع مع إسرائيل في ذلك، منطلقة من "فوبيا"
وخوف قديم يعود للربيع العربي عام ٢٠١١ حيث
تعتقد تلك الأنظمة أن الإسلاميين أو الإخوان كان لهم دورا كبيرا في المشاركة في
الربيع العربي، وقيادة الحراك وتسخير امكاناتهم فيه ما أفضى لسقوط العديد من
الأنظمة، فهم يريدون حظر الإخوان خشية على كراسيهم معتقدين أن هذا الإجراء يؤمن
أنظمتهم، والحقيقة أن التهديد الوحيد والمركزي للعالم العربي كله هو الاحتلال
الإسرائيلي ومشروعه السرطاني العدواني والذي كان من المفترض أن تفتح الإبادة
الأخيرة والعربدة الإسرائيلية عيون الحكومات العربية على خطره وليس أن تتماهى معه.
س5 :إن المتابع يلاحظ
كم الدعم الغربي والمظاهرات في العالم الداعمة لفلسطين بماذا تفسر برودة هذا الزخم
العربي الشعبي وتراجعه؟
الشعوب العربية تعاني تحت سطوة أنظمة مستبدة،
ووضع أمني غير مسبوق وتلك الأنظمة تقمع شعوبها إرضاء أمريكا وخشية من ترامب، كما
تعتبر بعض الدول العربية للأسف أن العدو هو شعوبها وليس الاحتلال الإسرائيلي،
وترتهن العديد من الأنظمة العربية للخارج دون أي اعتبار للمطالب الشعبية، وهناك
ملاحقات أمنية واعتقالات وعسكرة للداخل، هذا فضلا عن حالة من اليأس والإحباط جراء
ما شهده العالم العربي عقب الربيع العربي من ثورات مضادة ومقاتل كبرى ، ولكن
الشعوب العربية كلها مع فلسطين قلبا وقالبا، ويعتصرون ألما على ما يشاهدوه ويعتمل
في قلوبهم غضب شديد أتوقع أن ينفجر في أي لحظة واظنه قريب، كما أن هناك مظاهرات
حاشدة تواصلت على مدار عامين في المغرب تحديدا واليمن، لكن باقي الدول سطوة الأمن
وتردي الوضع المعيشي والبطش الأمني يرهب الجماهير العربية، إضافة للهجمة التي أدت
لاعتقال ناشطين وحل أحزاب سياسية واخفاء قسري للقيادات، لكني أظن أن هذا لن يستمر
خاصة مع الوعي الذي بات ينتشر بأن عدوان إسرائيل لا يقتصر على فلسطين وإنما هو
عابر للجغرافيا كما نشاهد في لبنان وسوريا وحتى قصف قطر، هذا يقول أن معركتن.
حاورته احلام رحومة

ليست هناك تعليقات