كيف تطوّرت سلالة الكلاب الوظيفيّة بعد الثّورة؟ بقلم الاستاذ عبد اللطيف العلوي
بدأ الأمر غداة الثورة بالاعتراف الاضطراريّ بضحايا الاستبداد ، تعاملا مع مقتضيات المرحلة ، واتّقاء لردّات الفعل المنفلتة ، لكن ما يعجبك في الزّمان كان طولو ... وإن كان الزمن في هذه الحالة لم يطل بما يكفي ليحرقوا كلّ ما تلاها من مراحل ...
- المرحلة الأولى الظّهور بمظهر تقدير المناضلين والاعتراف بدورهم التّاريخيّ
- المرحلة الثانية : صحيح أنّهم قد ناضلوا ، ولكنّهم الآن يريدون أن يقبضوا ثمن النّضال ، وحالة البلد كما تعرفون
- المرحلة الثالثة : لم يطلب منهم أحد أن يناضلوا باسمه ، فلسنا مسؤولين تجاههم بشيء
- المرحلة الرابعة: هم لم يناضلوا من أجل البلاد ، وإنّما من أجل ايديولوجيّاتهم وأحزابهم ( معناها : يلزمنا مناضلين تكنوقراط باش نعترفولهم بنضاليّتهم ...)
- المرحلة اللي بعدها : هؤلاء هم مجرّد انقلابيّين ونضالهم لم يكن سلميّا ، وبالتّالي فإنّ بن علي كان يقوم بدوره في حماية الدولة والمجتمع منهم ، ويجب إدانتهم من طرف كلّ القوى الدّيموقراطية في البلاد وتبرئة بن علي من كلّ ما نسب إليه زورا وبهتانا ..وردّ الاعتبار إليه ، وحتى تعويضه وفق المرسوم عدد1 ...لمّ لا ؟
• نفس الشّيء يقال في تقييم مرحلة بورقيبة
- المرحلة الأولى : محاولة التّشدّق بالظّاهرة اليوسفيّة ونقد المنزع الشّموليّ لبورقيبة
- المرحلة الثانية : يجب أن نتفهّم أنّ بن يوسف كان سيقتل بورقيبة لو أنّ هذا الأخير لم يقتله ، وبالتّالي فإنّ ما حدث كان محكوما بقوانين الحرب الأهليّة
- المرحلة الثالثة : جماعة الشرايطي وغيرهم كانوا يريدون الانقلاب عليه ، فماذا تريدون منه أن يفعل سوى أن يعدمهم
وبعد سنتين من الثورة ، تبيّن المجرمون الحقيقيّون طيلة الـ 60 سنة الفارطة : إنّهم اليوسفيّون والشرايطيون و الإسلاميّون ( خاصة الاسلاميون ) وكلّ من حاول الوقوف في وجه ماكينة الاستبداد و تغيير طبيعة النظام السّائد ، وتبيّن المناضلون الحقيقيّون : بن علي وبورقيبة وكلّ من جاورهما بإحسان إلى يوم الدّين ...
يعني بالفلاّقي ، سي الغنوشي وجماعتو أرادوا الانقلاب على السّلطة الشّرعيّة المنتخبة ديموقراطيا لبن علي ، وأرادوا الإطاحة بمؤسسات الدولة الديموقراطية وقوانينها النافذة العادلة المحترمة من طرف الجميع ، و لم يكن سعيهم إلى ذلك سلميّا ، لأنّ الثورة على أي ديكتاتور يجب أن تكون سلميّة حسب هؤلاء ( وقس على ذلك شهداء الثورة وجرحاها الكلهم مجرمين وإرهابيين لأنهم حرقوا المراكز وبلبلوا الأمن العام ..)
وهكذا بدأنا باسترجاع مآثر الزعيم لنصل إلى الأهمّ : إدانة ضحايا الاستبداد وفق نفس المنطق - حرفيّا - لثقافة 11/7 ولا بدّ أن يدفعوا الان فاتورة الإقامة في السجون والتشريد والقتل الرحيم وتكنولوجيا التعذيب والمنافي 7 نجوم ...
بذلك تكون الأمور قد اتّضحت تماما وعادت إلى مربّعها الأول ، وسقطت كلّ الأقنعة والمساحيق واللحم المستعار على الوجوه ولم تبق سوى الجماجم العارية المرعبة ... انتهت مرحلة الزّواج المصلحيّ - زواج المتعة- مع مقولات الثورة ، ودخلنا مرحلة : "احنا آسفين يا ريّس " بنسختها التّونسيّة ...
عبد اللطيف العلوي...
ليست هناك تعليقات