دولة "جاذب المسامير" بقلم : نصرالدّين السويلمي
دولة القانون لا يخلع فيها شرطي مستودعات المؤمنة، فما بالك برئيس جمهوريّة.. القضاء العادل والوعي الجماعي والاقتصاد القويّ وحدهم من يفكّكون غول الاحتكار.
الرئيس اقتحم ذاك المستودع في ضواحي العاصمة وأطلّ على المواد المحتكرة، فمن يقتحم 10آلاف من المستودعات المنتشرة على كامل البلاد من بنزرت إلى البرمة؟!
دولة القانون يساعد فيها الرئيس المؤسّسات على تطبيق القانون، ودولة القمع يتخلّص فيها الرئيس من المؤسّسات ليطبّق قانونه الخاصّ.
المتحلّقون حول سعيّد سيصفّقون له كالمتحلّقين حول التلفاز يشاهدون سبارتكوس وقلوبهم تحلّق وتهفو وتهلّل.. سينتهي الفيلم، ويخرج الصبية إلى الحي لمواجهة اليوم والغد والليسي والباك والفاك والامتحانات والانتدابات والخطوبة والحنّة والقفّة وليلة العرس.. وارميلو الخاتم في وجهو جايب ذبيحة وحدة لاه نحن نساسو فيهم .. ثمّ سينزوي ليكتب عن الدولة التي تحتاج حالة من الوعي الجماعي، يقظة استثنائيّة، مسؤوليّة جماعيّة بعيدة عن ثنائيّة الشمّاعة والسوبرمان المخلّص.. سينسى الوظيفة العموميّة التي ستموت قريبا وتعيش بالكاد بعض أطرافها بالإسعاف.. سيفكّر طويلا، هل يبدأ مشروعه الخاصّ من الصفر وبما تيسّر، أم يهاجر.. ربّما اختار الخوصصة ومتاعبها وطموحاتها وربّما قال في نفسه بعد قناعة "نحرڨ خير".
ليست هناك تعليقات